وكان من قادة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في حروب الردة وفي فتح بلاد الشام، ومن قادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في معارك فتح العراق، وبلاد فارس، وكان أحد قادة الفتح الإسلامي العظيم.
لقد كانت له قابلية متميزة على إصدار قرار سريع صحيح، نظرا لتجربته العملية الطويلة في الحروب وحدة ذكائه وسعة بديهته، لذلك قادت قرارته الصائبة الحصيفة رجاله إلى النصر.
وكان متميزا بالشجاعة والإقدام، لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه، لذلك اختاره خالد ليكون ضمن المائة الفدائيين الذين حطموا معنويات الروم في معركة اليرموك الحاسمة ببطولاتهم الفذة وإقدامهم المجيد.
وكان يتحلى بالإرادة القوية الثابتة التي لا تعرف التردد والخور، فكان إذا قرر أمرا واقتنع به، أقدم على تنفيذه دون تردد.
وكان يتحمل المسئولية ويحبها، ولا يتهرب منها أو يلقيها على عواتق الآخرين، لذلك أصر على جمع بجيلة وقيادتهم، ولم يرض بقيادة رجل ليس من قومه.
وكانت نفسيته رصينة قوية لا تتبدل في حالتي النصر والاندحار، فلا يغتر بالنصر ويركبه الطيش، ولا يضعف بالاندحار ويرديه الانهيار، فهو صابر في الحالتين.
وكان يتحلى بمزية سبق النظر، فيعالج المشاكل قبل وقوعها بتلافي الأسباب التي تثيرها، ويعد لكل أمر عدته قبل وقت مناسب.
وكان عارفا بنفسيات رجاله وقابلياتهم، لمعايشتهم بتماس شديد في السلم والحرب، فيوكل لكل رجل منهم الواجب الذي يناسب حالته النفسية وقابلياته العقلية والبدنية.
وكان يثق برجاله ويثقون به، وكان موضع ثقة الخلفاء وقادتهم، نظرا لكفايته واستقامته وحسن تدبيره.