تاريخ القرآن مع مختلف أجيال المستشرقين موغل في القدم، فمنذ ظهور حركة الاستشراق قبل قرون، كان القرآن الكريم أول هدف اتجهت إليه جهود هذه الحركة، فتوالت ترجماته إلى شتى اللغات الأوروبية، وبعد نقله إلى هذه اللغات ظهرت الحاجة إلى استيعابه بالقدر الذي ييسر للغربيين فهم الدين الذي تعتنقه الأمة التي فشلت الحروب الصليبية في احتوائها وتنصيرها.
وقد كتب عن الاستشراق والمستشرقين الكثير من الأدبيات التي عرضت بالبحث والتنقيب لتاريخ الحركة وأغراضها ووسائلها ورجالها والآثار التي خلفتها، حتى أصبحت هذه الأدبيات اليوم تستعصي على الحصر.
ولا يهمنا في هذه الدراسة تراث المستشرقين المتصل بالقرآن الكريم بحد ذاته، أو المتعلق " بعلوم القرآن "، كما هو متعارف عليها
(١) الأستاذ بكلية الآداب، جامعة القاضي عياض، بني ملال المغرب