اصطلاحا- بل غايتها تتبع كتابات هؤلاء عن موضوع " تفسير القرآن الكريم "، مع إبراز مواقفهم من التراث التفسيري المتراكم، ثم تصورهم لما يجب أن يكون عليه منهج التفسير حسب معتقداتهم الخاصة.
أما أهمية هذا الموضوع فتظهر بالنظر إلى مسألتين:
أولا: أن موضوع " التفسير في كتابات المستشرقين " قل أن يستهوي أحدا ممن بحث في الظاهرة الاستشراقية، فباستقراء ما نشر في نقد وتحليل مواقف المستشرقين وآرائهم بخصوص القرآن، نجد بأن الجهود تصرف للرد والتعقيب على مختلف المطاعن المتكررة والتقليدية التي يرددها المستشرقون عن " طريقة جمع القرآن "، وعن " القراءات القرآنية "، وعن " ربانية مصدر القرآن ". . . ومن النادر أن تلتفت هذه الجهود إلى موضوع التفسير بحد ذاته.
ثانيا: كما تظهر أهمية الموضوع في كون الكتابات الاستشراقية لم تهتم بعلم التفسير إلا في العقود الأخيرة، فلم يسبق لهذه الكتابات أن تعرضت لمناهج تفسير القرآن، ولا لنقد التراث التفسيري أو تقويمه إلا ابتداء من منتصف القرن العشرين لأسباب سيأتي بيانها، فالموضوع تبعا لذلك جد حديث.
وقد قسمت هذه الدراسة إلى أربعة مباحث، يسبقها مبحث تمهيدي. خصص البحث الأول للكلام عن المنشورات التي أصدرها المستشرقون، وعرضوا فيها آراءهم الخاصة المتعلقة بتفسير كتاب الله تعالى.