ما يمكن أن أراه وأعرضه بين أيديكم أيها السادة للمشورة والمذاكرة وأنتم أعلم بالحلول، ولكن نلتقي لاستعراض ما لدى كل واحد منا من رأي وفكر فأقول:
تأسيس معاهد تستطيع هذه المعاهد أن تنتج في رحابها رجال الدعوة الذين يلتزمون مبادئ القرآن وهدى الإسلام، ويكون في رحاب هذه المعاهد تزكية النفوس وتهذي الطباع ووضع الأسس السيكولوجية (١) والمقاييس التربوية لفحص الفطنة والذكاء ومقدار الموهبة ومقاييس القوة ومناط العبقرية، فليس كل من عن على خاطره أن يتحكم في رسالة المسجد تركناه على رغبته فلم يستطع أن يتسنم هذا المركز العلمي الخطير، وعلى ضوء هذا الهدي العلمي جعلنا التدريس في رحاب هذه المعاهد قائما على العلم ومكارم الخلاق، قائما على القرآن والتخلق بأخلاق سيد الأنام.
وقد لجأ الغرب إلى المدارس والمعاهد وجعلوها حجر الزاوية في نضج الأفكار وتربية الاتجاهات وحضانة المستقبل، وأفلحوا في إنتاج طائفة من المبشرين الذين كانوا بمثابة معول هدام لعقيدة الأمة وأخلاقها وضربة موجعة ما زلنا نئن من وطئتها وآثارها.
مشاريع تحرسها الدولة، لها ميزان القوى وهي مشاريع تخطيطية تحمل اسم مشروع السنوات لرسالة المسجد لتأتي هذه المشاريع بالطاقات الاقتصادية ذات الوفر المتعاظم عاما بعد عام بحيث يكون مردود هذا المشروع بعد السنة الأولى غير هذا المردود بعد عشرات السنين.