للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المذهب الثاني: أنه يجب الاستثناء في الإيمان.

وقال به كثير من المتأخرين من الكلابية وغيرهم، وهو قول طائفة من أهل الحديث (١)

ومع اشتراكهم في القول بوجوب الاستثناء في الإيمان، إلا أنهم مختلفون في مأخذ الوجوب:

فمأخذ المتكلمين هو أن الإيمان هو ما مات عليه الإنسان، والإنسان إنما يكون عند الله مؤمنا وكافرا باعتبار الموافاة، وما سبق في علم الله أنه يكون عليه.

فهذا هو مأخذ هؤلاء ممن يريد أن ينصر ما اشتهر عند أهل السنة والحديث من قولهم: أنا مؤمن إن شاء الله، ويريد مع ذلك أن الإيمان لا يتفاضل، ولا يشك الإنسان في الموجود منه، وإنما يشك في المستقبل (٢)

وهذا مخالف لمأخذ الموجبين للاستثناء من أهل السنة الذين بنوه


(١) انظر: هداية الطريق ١٩٤، ١٩٦، والدرر السنية ١/ ٥٥٢، ٥٥٥، والفتاوى ٧/ ٤٢٩ - ٤٣٠.
(٢) انظر: هداية الطريق ١٩٤، والدرر السنية ١/ ٥٥٢، والفتاوى ٧/ ٤٣٠.