مما سبق علمنا رأي الشريعة الإسلامية الغراء في تحديد مواقيت الصلوات الخمسة، وعلينا الآن أن نربط بين رأي الشريعة والظواهر الفلكية للشمس والضوء والحساب حتى نستطيع التعبير عن مواقيت الصلاة بالساعات الزمنية المستعملة الآن.
يتضح مما سبق أن حركة الشمس الظاهرية في السماء هي المعول عليها في بيان مواقيت الصلاة، ولما كانت الشمس تبدو لنا قرصا متسعا، وليست نقطة ضوئية مثل النجوم، وأن الشمس عند غروبها يجب اختفاء سطحها الأعلى تحت الأفق أي أنه يجب اختفاؤها تماما. بينما عند شروقها يكفي بزوغ أعلى جزء منها فقط بينما يكون أغلب القرص تحت الأفق، وعند الزوال تكون العبرة بعبور مركز الشمس لدائرة الزوال، إذا اعتبارنا أن الشمس نقطة ضوئية، والتعبير عنها بمركزها فقط في جميع هذه الحالات المذكورة - أي الشروق والغروب والزوال - فيه شيء من التجاوز، وهذا التجاوز صغير جدا ويمكن إهماله عند حساب المعادلات الرياضية للتسهيل. وأما إذا أريد التدقيق بعد ذلك فيمكن إضافته على وقت المغرب وطرحه من وقت الشروق، وهذا المقدار يساوي من دقيقة واحدة إلى ثلاث دقائق في أكثر الحالات.
وعلى ذلك يمكن تمييز الظهر رياضيا بعبور مركز الشمس لدائرة الزوال، وتمييز المغرب بوصول مركز الشمس إلى الأفق الغربي والتعبير عن الشروق بمرور مركز الشمس بالأفق الشرقي، وأما وقت العصر فيكون تمييزه بتعيين ارتفاع ما للشمس يسمح بجعل ظل الجسم الرأسي يساوي ارتفاع هذا الجسم بعد استبعاد ظل الجسم عند الزوال، ويبقى بعد ذلك تمييز وقت العشاء ووقت الفجر، وللوصول إلى ذلك، نلاحظ أن كلاهما يرتبط بانتشار الضوء الأبيض في ظلام الليل أو اختفائه كلية، نتيجة انعكاس ضوء الشمس الغير مباشر مع طبقات الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية، ولقد وجد بالاستقراء أن وقت الشفق ووقت الفجر يتساويان في المكان الواحد تقريبا، وأنهما يرتبطان بحركة الشمس تحت الأفق، وأن ضوء الشمس الغير مباشر والمنعكس على الغلاف الهوائي الأرضي ينتهي أو يبدأ عندما تصل درجة ميل الشمس تحت الأفق ١٨ كما هو مبين بالشكل رقم (١)، ويظهر من الشكل أن الشعاع الضوئي عندما يقابل الغلاف الجوي الأرضي بزاوية أكبر من هـ، وهي الزاوية الحرجة فإنه يسير إلى الفضاء الخارجي ولا يصل إلى سطح الأرض ويستمر هكذا حتى تصل هذه الزاوية إلى المقدار هـ = ١٨، عند ذلك ينعكس الشعاع الشمسي على الطبقة الهوائية