للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اختلاف ربا الدين في الإسلام

عن

ربا اليهود

حسين توفيق رضا

اختلاف ربا الدين في الإسلام

عن

ربا اليهود

بعث الله تعالى صلى الله عليه وسلم خاتما للمرسلين، ونزل عليه القرآن مصدقا لما أنزل من قبل في التوراة والإنجيل ومهيمنا عليه، وعهد بقوله جل ثناؤه {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (١) إلى رسوله -عليه الصلاة والسلام-، أن يفصل ما أجمله القرآن من الأحكام التي أكمل بها الإسلام، واستقر بوحيها التطور في الشرائع، الذي اقتضته حال الإنسانية في مختلف عصورها حتى بلغت الغاية من رشدها، وأكد أصل الدين الواحد من التوحيد ومكارم الأخلاق ومصالح الناس، مما لا تغاير فيه بين العقائد (٢).

وإذا كان الانتفاع بالأموال من ضرورات الحياة في المجتمع البشري، وتفاوت الناس فيما يملكون من المال وفيما يحسنون من إصلاح شأنه حقيقتين تطبقان على الأمم كافة، فثم أوساط يجدون ما ينفقون وما يستثمرون، وآخرون


(١) سورة النحل الآية ٤٤
(٢) تفسير القرطبي، ج١٦ ص١٦٤.