للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثانيا: (معنى لا إله إلا الله)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

فقد اطلعت على الكلمة التي كتبها أخونا في الله العلامة الشيخ عمر بن أحمد المليباري في معنى لا إله إلا الله، وقد تأملت ما أوضحه فضيلته من أقوال الفرق الثلاث في معناها، وهذا بيانها:

الأول: أنه لا معبود بحق إلا الله.

الثاني: لا مطاع بحق إلا الله.

الثالث: لا رب إلا الله.

والصواب هو الأول كما أوضحه فضيلته، وهو الذي دل عليه كتاب الله سبحانه في مواضع من القرآن الكريم مثل قوله سبحانه: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (١) [سورة الفاتحة الآية ٥].

وقوله عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (٢)، وقوله سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٣)، وقوله سبحانه وتعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} (٤).

والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهو الذي فهمه المشركون من هذه الكلمة حين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إليها، وقال: «يا قومي قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا (٥)». فأنكروا ذلك، واستكبروا عن قبوله، لأنهم فهموا أن ذلك


(١) سورة الفاتحة الآية ٥
(٢) سورة الإسراء الآية ٢٣
(٣) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٤) سورة الحج الآية ٦٢
(٥) مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٤٩٢).