للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما مثل بين يديه، قال له عمر: اتق الله ولا تقل إلا حقا. فأنشأ يقول:

كم باليمامة من شعثاء أرملة ... ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر

نال الخلافة أو كانت له قدرا ... كما أتى ربه موسى على قدر

هذي الأرامل قد قضيت حاجتها ... فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر

قال: يا جرير: ما أرى لك فيما هاهنا حقا. قال: يا أمير المؤمنين إني ابن سبيل ومنقطع. فقال له: ويحك يا جرير: قد ولينا هذا الأمر ولا نملك إلا ثلاثمائة درهم؛ فمائة أخذها عبد الله، ومائة أخذتها أم عبد الله، يا غلام أعطه المائة الباقية. فأخذها جرير: وقال: والله يا أمير المؤمنين لهي أحب مال اكتسبته. ثم خرج فقال له الشعراء: ما وراءك؟ قال: ما يسوؤكم، خرجت من عند الخليفة يعطي الفقراء ويمنع الشعراء، وإني عنه لراض. وأنشد:

رأيت رقى الشيطان لا تستفزه ... وقد كان شيطاني من الجن راقيا