فمما يهون على المبتلى ما نزل به من بلاء تصوره إمكانية نزول ما هو أعظم منه، فإن كل مصيبة يوجد ما هو أكبر منها، وقد قيل:(بعض الشر أهون من بعض).
يقول الماوردي: ومن تسهيل المصائب أن يعلم المصاب أن فيما وقي من الرزايا وكفي من الحوادث ما هو أعظم من رزيته وأشد من حادثته، ليعلم أنه ممنوح بحسن الدفاع. . .، وقد قيل للشعبي في نائبة: كيف أصبحت؟ قال: بين نعمتين: خير منشور، وشر مستور (١).
فالمؤمن المصاب ينظر إلى مصيبته بعين بصيرته فيحمد الله تعالى على أمرين:
أولهما: دفع ما كان يمكن أن يحدث من بلاء أكبر.
وثانيهما: بقاء ما كان يمكن أن يزول من نعمة غامرة وفضل جزيل.
فهو ينظر إلى النعمة الموجودة قبل أن ينظر إلى النعمة المفقودة، وينظر إلى البلاء المتوقع بجانب نظره إلى البلاء الواقع، ولا ريب أن هذا يحدث الارتياح والرضا في نفس المبتلى.