للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يمتلئ جوف أحدكم من عانته إلى هامته قيحا يتخضخض خير له من أن يمتلئ شعرا (١)».

د- وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «بينا نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعرج، إذ عرض شاعر ينشد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خذوا الشيطان، أو: أمسكوا الشيطان، لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا (٢)».

وقد ذهب العلماء في توجيه هذه الأحاديث والتوفيق بينها وبين الأحاديث المبيحة لقول الشعر وروايته وإنشاده والمادحة له مذاهب شتى:

١ - فمنهم من ذهب إلى أن المراد بهذه الأحاديث ذم الشعر الذي يشغل صاحبه عن القرآن وذكر الله، فيكون الغالب عليه، أما إذا كان القرآن وذكر الله وطلب العلم وتدارسه هو الغالب عليه فليس جوف مثل


(١) رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ٢٩٥) بلفظ: (من عانته إلى لهاته قيحا يتمخض مثل السقاء)، وذكره الحافظ في الفتح (١٠/ ٥٤٨) وقال: رواه الطحاوي والطبراني وسنده حسن، وهو في كنز العمال برقم (٧٩٧١).
(٢) رواه مسلم (٢٢٥٩) في الشعر، والبيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ٢٤٤)، وأحمد (٣/ ٤١)، وذكره المتقي في الكنز (٨٩٣٠) عن ابن جرير. والعرج: قرية على نحو ثمانية وسبعين ميلا من المدينة المنورة على طريق مكة، وهي من بلاد أسلم.