يخلف على المسلمين بمن فيه السداد، اليوم دفنا العلم والورع، من ترون يحل مكانه. . فسكتوا. فقال: إن صدق ظني، فلا أجد أحدا يقوم مقامه إلا هذا الكفيف - ولو أنه أصغركم - بعلمه وعمله ونظرته للأمور.
قم يا شيخ محمد تراك محل عمك في جميع أموره من اليوم، الله يجعل فيك بركة، صل بمسجده، واجلس للطلبة يقرءون عليك، فهم في حاجة لمثلك.
ويذكر نجله معالي الشيخ عبد العزيز أن الملك عبد العزيز رحمه الله حين خرج من المقبرة بعد دفن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف جلس في الجانب الغربي من الوادي وجلس من حوله المشايخ والمشيعون فقال ما معناه:" اسمعوا لا تقولوا - وكان يخاطب المشايخ - مات ابن عبد اللطيف فمن خاض فيما لا يعنيه والله لأكونن له بالمرصاد " وهدفه من هذا الكلام أنه لا يرضى من يفتي بدون أن يتلقى من ولي الأمر إذنا بالفتوى أو أي أمر لم يسند إليه؛ حرصا منه على الانضباط ووحدة الفتوى. وقد سمعت وحفظت أن عمه الشيخ عبد الله وشيخه العلامة سعد بن عتيق قد أثنوا على الشيخ محمد ثناء عطرا، والمجتمع كله أيضا قد أدرك فضل الشيخ محمد في علمه وشخصيته المتميزة بالعقل الراجح وحسن الخلق. وحينما تصدر للتدريس كانت مجالسه منذ أن بدأها تغص بالطلاب من داخل البلاد وخارجها.