للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله بن عبد اللطيف، وزاره الملك عام ١٣٣٩ هـ، قال: إن ابن أخي، قد تضلع في العلم، وأخذ نصيبا وافرا منه، ولديه مؤهلات تؤهله لما يوكل إليه، فاستمسك بغرره.

وتوفي عمه فعينه الملك عبد العزيز خلفا له في الفتيا والتدريس والخطابة، في الجامع الكبير (١)، وفي مسجد عمه في حي دخنة، الصلوات الخمس، ويجلس للطلبة فيه، في مختلف الفنون (٢).

ثم قال: فوالى نشاطه التعليمي: فبعد (٣) صلاة الفجر إلى الضحى، وبعد الظهر ساعة، وبعد العصر، وبعد المغرب مثلها، والتف إلى حلقته طلبة لا حصر لعددهم، ووفد إليه الطلبة من كل صوب، وظل في تدريسه حوالي نصف قرن، ولم تصده الأعمال الموكلة إليه من نفع الخلق في التعليم، وتخرج عليه علماء عاملون، نفع الله بهم، ما بين أساتذة ومدرسين، وقضاة عادلين في الأصول والفروع والحديث، والتوحيد والتفسير، وصار مسجده ناديا من أندية العلم، وكان حسن التعليم، يرتب الطلبة، فكل طبقة لما يشاكلها: فالمبتدئون يجمعهم على المختصرات، والمتوسطون والمنتهون على المطولات، وكان واسع الاطلاع في الأصول والفروع، والحديث وعلوم العربية، وصار له نشاط في


(١) هو جامع الإمام تركي بن عبد الله بالصفاة بجوار قصر الحكم.
(٢) انظر كتابه: (روضة الناظرين) ص ٢: ٣١٧.
(٣) لعله يقصد تحديد أوقات جلوسه للطلاب.