للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أكلت إليها، وإن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها (١)».

ويستثنى من ذلك من تعين الأمر في حقه، ورأى أن المصلحة في تقلد هذا المنصب؛ لأنه يحقق مصلحة راجحة لدعوته، فله أن يبادر إلى ذلك، يدل عليه طلب يوسف عليه السلام في قوله: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} (٢).

وقد تظهر الرغبة في المنصب عند بعض المؤمنين الصادقين ولكنها تزول بالوعظ والتذكير ووجود الكفء لهذا المكان، كما فعل بعض الصحابة الكرام من الأنصار لما ذكروا بفضل الصديق رضي الله عنهم أجمعين، فعرفوا الفضل وأرجعوه إلى أهله وتجردوا من آرائهم ومطالبتهم، وذلك لمصلحة الدعوة.

كما يظهر من موقف السقيفة جانب مهم جدا وهو حق المدعوين في إبعادهم عن مواطن الفتن، فهذا الصديق رضي الله عنه يقبل البيعة قائلا: ولكني أشفقت من الفتنة. فهو إذن يقدم مصلحة الدعوة وأتباعها على مصلحته الشخصية؛ لأن الخلافة ليست له برغبة، بل هي ثقل يخاف منه.


(١) رواه الإمام مسلم في كتاب الإمارة، باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها، ج ٣، مصدر سابق، ص ١٤٥٦، حديث رقم ١٦٥٢.
(٢) سورة يوسف الآية ٥٥