للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذه المعصية جاء الخطاب فيها: من الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، على مراحل: الإنذار، ثم التخويف من سوء العاقبة، ومن لم تفد فيه هذه الأمور، فإن الجزاء على الحدود والمعاصي رادع، ومنها لسد باب الفتن، جزاء الحرابة في سورة المائدة (١)؛ لأن من لم يكن في قلبه واعظ، لا تنفعه المواعظ .. وقد جعل الله لولي الأمر سلطة يردع الله بها المسيء وتخيف من في قلبه مرض، ويروى لعثمان بن عفان الخليفة الراشد قوله: يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

وإذا كان الأطباء يرون بتر العضو الفاسد من جسم الإنسان حتى لا يتسبب في موت المريض، فإن في أحكام الله كالحرابة، وقطع يد السارق، وقتل الزاني المحصن، وغيرهم صلاحا للمجتمع، وتخويفا عن الجريمة والسعي فيها .. ولله الحكمة البالغة في تشريعه؛ لأنه أعلم بما يصلح العباد والبلاد سبحانه، وهو بعباده جل وعلا روؤف رحيم، تواب غفور.


(١) سورة المائدة، الآيتان ٣٢، ٣٣.