للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ففتح عملكم الذي قمتم به، لهم الأمل بكسر هذا الطوق، وتجرأتم بالاستهانة بأمور كبيرة في دينكم، فأدركوا- وهم أعداء لله ولدينه- أن الله سيتخلى عنكم. بمخالفتكم أوامره سبحانه، وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم يهون عليهم الغدر بكم؛ لأنهم استخفوا بكم، ويريدون تحقيق مآربهم بواسطتكم: " من عصاني وهو يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني " (١).

وفيما بقي من الوقت نرجو أن تراجعوا أنفسكم وأن تتوبوا إلى الله توبة نصوحا والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وجددوا إيمانكم، واستمعوا إلى هذا النداء من رب العزة والجلال واعملوا به: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٢) ذلك أن الرجوع إلى الحق فضيلة، ومنقبة حميدة، والتمادي في الباطل خسارة وضياع واعتبروا بمن تاب ورجع عن هذا المسلك، وما عبروا عنه من راحة وإكرام.

١٤ - أما بعد هذا الحوار، فقد أعذرنا، وماذا بعد الحق إلا الضلال، ذلك أن شريعة الله لعباده قد جاءت منذرة للإنسان ومحركة لنبضة الإيمان في قلبه: بالبيان والرفق، والقول الحسن وبالجزاء لمن أطاع، والعقاب لمن عاند وعصا.


(١) أثر يروى لبعض الصحابة رضي الله عنهم.
(٢) سورة النور الآية ٣١