للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونعيم فرحين بما آتاهم الله من فضله.

والآية الثانية: إخبار من الله تعالى عن الشهداء بأنهم وإن قتلوا في هذه الدار فإن أرواحهم حية مرزوقة في دار القرار كما جاء في صحيح مسلم عن مسروق قال: «سألنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل (١)». . . . " الحديث وعليه فالآيتان إنما تفيدان أن الشهداء أحياء بعد قتلهم حياة برزخية لا يعلم كنهها إلا الله سبحانه لا تقاس بالحياة الدنيا ولا تعطى أحكامها.

بل إن فيما زعمتم مصادمة لكتاب الله؛ لأن الله يقول {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} (٢) فلم يجعلهما الله سواء بل فرق بين الأحياء والأموات وإذا لم يكونوا سواء فإنه يبطل قياس حياة


(١) صحيح مسلم الإمارة (١٨٨٧)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٠١١)، سنن ابن ماجه الجهاد (٢٨٠١)، سنن الدارمي الجهاد (٢٤١٠).
(٢) سورة فاطر الآية ٢٢