الأزهر وجامعته في العصور الحديثة: حفل التاريخ المصري الحديث بجهود كبيرة لإصلاح الأزهر، وكان من أبرز المنادين بإصلاحه الشيخ محمد عبده.
قطع الإصلاح شوطا جديدا تحت القانون رقم ١٠ لسنة ١٩١١م حيث زيدت فيه مواد الدراسة، وحدّد فيه اختصاص شيخ الجامع الأزهر، وأنشئ له مجلس برئاسة شيخه يسمى المجلس الأعلى للأزهر، ووضع فيه نظام لهيئة كبار العلماء، وجعل لكل مذهب شيخ، ولكل معهد مجلس إدارة. وأنشئ قسم خاص للتخصص سنة ١٩٢٣م. وأدخل نظام المراحل التعليمية فيه عام ١٩٣٠م.
وأجرت ثورة يوليو ١٩٥٢م إصلاحات جذرية في الأزهر حيث تم تنظيم هيئاته وإقامة كليات للدراسات الإسلامية والعربية والطب والعلوم والتجارة والهندسة والإعلام.
الأزهر ونضاله السياسي: فمن فوق منبر الأزهر، ومن أروقته وأبهائه علت صيحة الجهاد لمقاومة الصليبيين والتتار. ومن داخل الأزهر أيضا انطلقت دعوة الجهاد ضد الحملة الفرنسية (١٢١٣هـ، ١٧٩٨م).
كما قاد الأزهر ثورتين متواليتين ضد حملة نابليون.
ويمضي الأزهر عبر تاريخه بمسيرة النضال، فيقود عمر مكرم عالم أزهري حركة المقاومة ضدّ الحملة البريطانية عام ١٢٢٢هـ، ١٨٠٧م، ثم يقود أحمد عرابي من أبناء الأزهر الحركة الوطنية ضد الإنجليز والخديوي عام ١٢٩٨هـ، ١٨٨٠م.
كما شارك الأزهر في قيادة ثورة ١٣٣٨هـ، ١٩١٩م بأحد أبنائه، وهو سعد زغلول.
منح الأزهر الشريف جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام ١٤٢٠هـ، ٢٠٠٠م.