والفوضى في المجتمعات، حتى غدا الاهتمام بعلاج ظواهر الغلو في الدين شغل المصلحين الشاغل واهتمامهم الكبير، ولقد نال سلفنا الصالح من ذلك قصب السبق، ووجدوا بأنواع الأساليب الناجحة في علاج الغلو أنفع النتائج وأصلحها.
وكان مدار علاجهم لها بالعلم الموروث عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، الذي علموا به الجاهل، ونصروا به على المتجاهل، وفضحوا به المتعالم، وكشفوا به الشبهة، وأوضحوا به الحجة، وأبانوا عن بيضاء المحجة، فأعذروا إلى الله وإلى عباده، فكان من استبصر ببصيرتهم على منهاجهم سالما معافى من خواطر الغلو وآثاره السيئة، حائزا على سبق الهداية والرشد، سعيدا مطمئنا بإيمانه وعقيدته وديانته، وليس ذاك إلا للمؤمن.