للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفطرة شريعة الله التي شرع لعباده، حيث يوفق سبحانه من يشاء إلى طريق الهداية، الذي هو فضل من الله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (١).

ثم إنها رحمة من الله لعباده أن يبعث في كل أمة كلما انحدرت مفاهيمهم، وابتعدوا عن شرع الله باستبدال أهواء الناس بدل شرع الله، أن يبعث لهم رسولا ليجدد لقومه الشرائع التي تصلح بها أحوالهم، وتربطهم بخالقهم وجدانيا، وبشرائع الإسلام الذي هو دين الله عمليا ومحبة اتباعا لهذا النص الكريم من كتاب الله، والذي يبين السبب الأساسي للخلق في هذه الحياة: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٢)، وقوله سبحانه: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (٣).

وتطبيق شريعة الإسلام امتثالا لأمره سبحانه هو من العبادة المأمور بها الثقلان الإنس والجن، فحياة الإنسان لا تستقيم ولا تسير الأمور فيها إلا بتشريع ينظم متطلبات هذه الحياة ويسيرها، ومن ثم يحفظ التوازن، ويتم العدل في الحقوق والتعامل فيما بين الناس؛ حتى لا يتسلط قوي على ضعيف، ولا تضيع الحقوق، أو يدب التنازع، ويزداد الظلم بين


(١) سورة القصص الآية ٥٦
(٢) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٣) سورة المؤمنون الآية ١١٥