للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الذهبي: (ما رأيت في هذا العالم أكرم منه، ولا أفرغ منه عن الدنيا والدرهم، لا يذكره، ولا أظنه يدور في ذهنه، وفيه مروءة، وقيام مع أصحابه، وسعي في مصالحهم، وهو فقير لا مال له) (١).

ونقل الصفدي في الوافي بالوفيات عن الذهبي: (هذا مع ما كان عليه من الكرم الذي لم أشاهد مثله قط، والشجاعة المفرطة، والفراغ عن ملاذ النفس: من اللباس الجميل والمأكل الطيب والراحة الدنيوية) (٢).

وقال الذهبي في ذيل العبر: (وكان رأسا في الكرم والشجاعة، قانعا باليسير) (٣).

وقال الصفدي في أعيان العصر: (هذا إلى كرم يضحك البرق منه على غمامه، وجود ما يصلح حاتم أن يكون في فص خاتمه، وشجاعة يفر منها قسورة، وإقدام يتأخر منه عنترة) (٤).

وقال ابن الوردي: (وكان معظما لحرمات الله، دائم الابتهال، كثير الاستعانة، قوي التوكل، ثابت الجأش، له أوراد وأذكار يديمها، وله من الطرف الآخر محبون من العلماء والصلحاء والجند والأمراء والتجار والكبراء وسائر العامة) (٥).

وقال أبو حفص البزار: (ما رأيناه يذكر شيئا من ملاذ الدنيا ونعيمها، ولا كان يخوض في شيء من حديثها، ولا يسأل عن شيء من معيشتها، بل جعل همه وحديثه في طلب الآخرة، وبالقرب إلى الله).

وقد عرض عليه قضاء القضاة ومشيخة الشيوخ، فلم يقبل (٦).

وهو ذو القلب الكبير الذي كان يفيض رحمة وعطفا ورقة حتى على خصومه الذين كادوا له، وسعوا في إيذائه وأرادوا به سوءا، فلما


(١) الذيل على طبقات الحنابلة، ٤/ ٣٩٥.
(٢) شيخ الإسلام ابن تيمية، للمنجد، ص / ٢٧.
(٣) ذيول العبر للذهبي، / ٨٤.
(٤) شيخ الإسلام ابن تيمية، للمنجد، ص٥١.
(٥) تاريخ ابن الوردي ٢/ ٤٠٦.
(٦) ترجمة شيخ الإسلام، محمد كرد علي، ص١١.