جرى من الفتن والقتال، وصار القتال بين الجنود المصرية والتركية ومن معهم وبين آل سعود في نجد والحجاز سجالا مدة طويلة من عام ١٢٢٦ هـ إلى عام ١٢٣٣ هـ سبع سنين كلها- كما يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ويؤيده فيه ما تقدم من بيان- قتال ونضال بين قرى الحق وقوى الباطل، ذلك أن دعوة الإمام لم تقم إلا لإظهار دين الله، ومساندة آل سعود لذلك كانت من منطلق إيماني بحت قوامه العودة إلى الدين الإسلامي الصافي الحنيف وإنكار البدع والخرافات والتوحيد الخالص، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبعد أن عثت الجنود المصرية في نجد- كما يشهد بذلك سماحته- وقتلت من قتلت وخربت ما خربت، لم يمض على ذلك إلا سنوات قليلة، ثم قامت الدعوة وانتشرت على يد الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود رحمه الله، فنشر الدعوة في نجد وما حولها وانتشر العلماء في نجد وأخرج من كان هناك من الأتراك والمصريين، وانتشرت الدعوة في نجد من عام ١٢٤٠ هـ واستمرت الدعوة إلى الآن، ولم يزل يخلف آل سعود بعضهم بعضا- جزاهم الله خيرا- في الإمامة وآل الشيخ وعلماء نجد بعضهم بعضا في الدعوة إلى الله والإرشاد.