للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلم يعط على النداء شيئا، فنودي الثانية فلم يعط على النداء شيئا فتمثل له يعقوب فضرب صدره، فقام فخرجت شهوته من أنامله.

والثاني: أنه جبريل عليه السلام، والثالث: أنها قامت إلى صنم في زاوية البيت فسترته بثوب، فقال لها يوسف: أي شيء تصنعين؟ قالت: أستحي من إلهي هذا أن يراني على هذه السوأة. فقال: أتستحين من صنم لا يعقل ولا يسمع، ولا أستحي من إلهي القائم على كل نفس بما كسبت، فهو البرهان الذي رأى.

والرابع: أن الله بعث إليه ملكا فكتب في وجه المرأة بالدم {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} (١) الإسراء آية ٣٢.

والخامس: أن سيده دنا من الباب، والسادس: أن البرهان هو علم ما أحل الله مما حرم الله، فرأى تحريم الزنا. قال ابن قتيبة: رأى حجة الله عليه وهي البرهان (٢). .

فكان من تعليق ابن الجوزي عليه بأن قال:

وهذا هو القول الصحيح وما تقدمه فليس بشيء وإنما هي أحاديث من أعمال القصاص، وقد أشرت إلى فسادها في كتاب " المغني في التفسير " وكيف يظن بنبي كريم أنه يخوف ويرعب ويضطر إلى ترك هذه المعصية وهو مصر هذا غاية القبح (٣). .

تلك هي النظرات الترجيحية التي أبدى بعضها ابن الجوزي وهي قليلة إذا قيست على غيره من المفسرين الذين يدلون بآرائهم أو يرجحون بعض الآراء على بعضها الآخر بما لهم من خبرة وعلم دون أن يتركوا القارئ يتخبط في تلك الأقوال لا يدري الصحيح منها أو غير الصحيح أو الأحسن أو الأفضل.


(١) سورة الإسراء الآية ٣٢
(٢) زاد المسير جـ ٤ ص ٣٠٧، ٣٠٨، ٣٠٩
(٣) زاد المسير جـ ٥ ص ٣١٠