للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن نظراته الترجيحية القليلة أيضا، أنه علق على قصة الشيطان الذي استولى على ملك سليمان: هل كان يأتي نساء سليمان، فبعض الأقوال ذكرت أنه كان يأتيهن في زمن الحيض، والقول الآخر أنه لم يقدر عليهن. وقد علق عليها ابن الجوزي قائلا: وهذا هو الصحيح: أي عدم إتيانه لهن.

ومن نظراته الترجيحية أيضا: أنه علق على قصة سليمان واستيلاء الشيطان على ملكه، بأنه آصف الذي قال لسليمان عندما فتن: أنا أقوم مقامك إلى أن يتوب الله عليك، فقام في مقامه وسار بالسيرة الجميلة، وقد علق ابن الجوزي على هذا بقوله: وهذا لا يصح ولا ذكره من يوثق به.

وقد كانت هناك أشياء تمس العقيدة فلم يتعرض لها بالرأي أو الترجيح، مثل وجود الأوثان في بيت سليمان وعبادتها، وخصوصا وأن العبادة استمرت أربعين يوما كما تقول الرواية، وقد علق عليها بعض المفسرين الآخرين.

وكذلك في قصة امتحان داود عليه السلام وما ذكر من تلك القصة الطويلة والافتراءات التي تقول برؤيته لامرأة أوريا وحبه لها ورغبته فيها، يذكر ذلك كله ابن الجوزي دون أن يتعرض له بالتعليق أو التكذيب، وخصوصا وأنه مروي عن وهب بن منبه وهو ممن اشتهروا بالإسرائيليات. ولا يزيد عن قوله: " هذا قول وهب بن منبه ".

وكذلك في قصة أيوب عليه السلام وما كان من امتحانه وابتلائه بمرضه وإعراض الناس عنه، وسبب هذا الابتلاء، وقد رويت كذلك عن وهب بن منبه، وقيل عنها: إن بها غرابة، وقيل كذلك إنها من الإسرائيليات، ولم يعلق ابن الجوزي برأيه أو يدلي بدلوه.

ومن النظرات الترجيحية القليلة التي أبداها عند تفسيره لقوله تعالى: {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} (١) سورة يوسف آية ٢٥، قال: وفي البرهان ستة أقوال: أحدها: أنه مثل له يعقوب. روى ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال: نودي يا يوسف أتزني فتكون مثل الطائر الذي نتف ريشه فذهب يطير فلم يستطع


(١) سورة يوسف الآية ٢٤