للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آثارها في كثير من المواقع على وجه الأرض، تحتاج من عقلاء الأمة، وعلمائها، إلى مناقشة الأمر بأساليب متنوعة، توضح المخارج من هذه الفتنة، والوسائل المعينة على ذلك .. ما بين وعظية، وعقدية، وبين وجدانية تحرك الأحاسيس والعواطف، وبين تخويف من عقاب الله، ودعوة إلى التوبة إلى الله، فإن الله يقبل توبة عباده، ويفرح بها بشروطها الثلاثة: الإقلاع عن الذنب، والعزم الصادق بعدم العودة إليه، والندم على ما حصل.

وهذا في حق الله سبحانه الذي دعا عباده إليه في آيات كريمة من كتابه الكريم، منها هذه الآية: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (١) {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} (٢) والتوبة من أهم وأفضل المخارج من الفتنة التي تجر إلى المعاصي والآثام، ويرقص فيها عدو الله إبليس طربا، ويريدها أعوانه من شياطين الإنس والجن تأجيجا وترغيبا؛ لأنه يحز في قلوبهم أن تهدأ أمة الإسلام، وأن يكونوا صفا واحدا متراصين، قيادة ومقودين، علماء وعامة.

وهناك شرط رابع في التوبة، وهو المتعلق بالمخلوقين، بأن تعاد


(١) سورة الزمر الآية ٥٣
(٢) سورة الزمر الآية ٥٤