قال: فقلت: أيسكر كثيره؟.
قال: إي والله، وقليله. فتركته.
وروى أبو حازم القاضي، عن أبيه، قال: ولي يحيى بن أكثم قضاء البصرة وله عشرون سنة، فاستصغروه. وقيل: كم سن القاضي؟. قال: أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي ولاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مكة، وأكبر من معاذ حين وجه به رسول الله قاضيا على اليمن، وأكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر قاضيا على البصرة.
قال الفضل الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: القرآن كلام الله، فمن قال: مخلوق يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه.
وعن يحيى قال: ما سررت بشيء سروري بقول المستملي: من ذكرت رضي الله عنك. وذكر لأحمد بن حنبل ما يرمى به يحيى، فقال: سبحان الله من يقول هذا؟!.
قلت: قد ولع الناس بيحيى لتولعه بالصور حبا أو مزاحا.
الصولي: سمعت إسماعيل القاضي يعظم شأن يحيى بن أكثم، وذكر له يوم قيامه في وجه المأمون، لما أباح متعة النساء، فما زال به حتى رده إلى الحق، ونص له الحديث في تحريمها، فقيل لإسماعيل: فما كان يقال؟ قال: معاذ الله أن تزول عدالة مثله بكذب باغ أو حاسد. ثم قال: وكانت كتبه في الفقه أجل كتب، تركها الناس لطولها.
قال أبو العيناء: سئل رجل من البلغاء عن يحيى بن أكثم، وأحمد بن أبي دواد: أيهما أنبل؟ قال: كان أحمد يجد مع جاريته وبيته، وكان يحيى يهزل مع عدوه وخصمه.
قال أبو حاتم الرازي: فيه نظر.
وقال جعفر بن أبي عثمان، عن ابن معين: كان يكذب.
وقال ابن راهويه: ذاك الدجال يحدث عن ابن المبارك.
وقال علي بن الجنيد: يسرق الحديث.
وقال صالح جزرة: حدث عن ابن إدريس بأحاديث لم يسمعها.
وقال أبو الفتح الأزدي: روى عن الثقات عجائب.
قلت: ما هو ممن يكذب، كلا وكان عبثه بالمرد أيام الشبيبة، فلما شاخ أقبل على شأنه، وبقيت الشناعة، وكان أعور.