للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولأهمية الصدق فقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يسأله بأن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق فقال سبحانه: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا}، قال السعدي: [أي: اجعل مداخلي ومخارجي كلها في طاعتك وعلى مرضاتك، وذلك لتضمنها الإخلاص وموافقتها الأمر] (١) وبشر سبحانه وتعالى عباده بأن لهم عنده قدم صدق، ومقعد صدق فقال تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ}، قال السعدي: [{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا} إيمانا صادقا {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} أي: لهم جزاء موفور، وثواب مذخور عند ربهم بما قدموه وأسلفوه من الأعمال الصالحة الصادقة] (٢) وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ}، أي: في مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم، عند مَلِكٍ قادر لا يعجزه شيء. ومدح الله المكان بالصدق فلا يُقْعِد فيه إلا أهل الصدق


(١) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: (٤٦٥). ') ">
(٢) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: (٣٥٧). ') ">