للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العبد وينجيه من عذاب الله إلا صِدقُه (١) وقد وصف الله تعالى نفسه بالصدق فقال جل شأنه: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}، قال البيضاوي: [إنكار أن يكون أحد أكثر صدقًا منه، فإنه لا يتطرق الكذب إلى خبره بوجه، لأنه نقص، وهو على الله محال] (٢) وفي قوله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا} نفي أن يكون أحد أصدق منه سبحانه (٣) ووصف الله تعالى به الأنبياء والمرسلين عليهم السلام في معرض المدح لهم، والثناء عليهم، فقال تعالى في حق إبراهيم عليه السلام: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} قال ابن عاشور: [وصف إبراهيم بالصدّيق لفرط صدقه في امتثال ما يكلفه الله تعالى، لا يصده عن ذلك ما قد يكون عذرًا للمكلَّف، مثل مبادرته إلى محاولة ذَبح ولده حين أمره الله بذلك في وحي الرؤيا، فالصدق هنا بمعنى: بلوغ نهاية الصفة في الموصوف بها] (٤)


(١) انظر مدارج السالكين ٢/ ٢٦٩، ٢٧٠. ') ">
(٢) أنوار التنزيل وأسرار التأويل ٢/ ١٠٦. ') ">
(٣) انظر مدارك التنزيل وحقائق التأويل ١/ ٣٦٠. ') ">
(٤) التحرير والتنوير ١٦/ ١١٢. ') ">