للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منزلة القرب منه، إذ درجتهم ثاني درجة النبيين، ولهم مرتبة المعية مع الله تعالى، فإن الله مع الصادقين في إيمانهم وتقواهم، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِين اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} (١) وأخبر تعالى أن مَن صدقه فهو خير له، حيث قال سبحانه: {فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} فالله تعالى يخبر عَمّن جاءهم الأمر المحتم، فصار الأمر معزومًا عليهم، ففي هذه الحال لو أخلصوا النية لله تعالى، وصَدَقُوه في الإيمان والطاعة، والاستعانة به، وبذل الجهد في امتثال أمره، لكان خيرًا لهم في عاجل دنياهم، وآجل معادهم (٢) وفي قوله تعالى: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} إشارة إلى أهمية الصدق، وأنه في يوم القيامة لا ينفع


(١) انظر مدارج السالكين ٢/ ٢٦٩، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (١٨٦). ') ">
(٢) انظر جامع البيان عن تأويل آي القرآن ٢٦/ ٥٥، ومعالم التنزيل ٧/ ٢٨٦، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/ ١٧٨، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (٧٨٨)، ومدارج السالكين ٢/ ٢٦٩.