للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُحكم له بذلك، ويستحق الوصف بمنزلة الصديقين وثوابهم، أو صفة الكذابين وعقابهم، والمراد: إظهار ذلك للمخلوقين، إما بأن يكتبه في ذلك ليشتهر بحظه من الصفتين في الملأ الأعلى، وإما بأن يُلْقِي ذلك في قلوب الناس وألسنتهم، كما يوضع له القبول والبغضاء، وإلا فَقَدَرُ اللهِ تعالى وكتابه السابق قد سبق بكل ذلك. والله أعلم] (١) وفي هذا الحديث: [إشارة إلى أن من توقَّى الكذب بالقصد الصحيح إلى الصدق صار له الصدق سجية حتى يستحق الوصف به، وكذلك عكسه] (٢) ولأهمية الصدق فقد جعل الله مرتبة الصديقين في الجنة مع المنعم عليهم من النبيين والشهداء والصالحين، وذلك لكمال تصديقهم بما جاءت به الرسل، حيث علموا الحق وصدقوه بيقينهم، وقاموا به قولاً وعملاً وحالاً ودعوةً إلى الله تعالى، فقال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} فهم الرفيق الأعلى، وحسن أولئك رفيقًا، ولا يزال الله يمدهم بأنعمه وألطافه وكرمه، إحسانًا منه وتوفيقًا، حيث جعل لهم


(١) المنهاج شرح صحيح مسلم ١٦/ ١٦٠، وانظر فتح الباري ١٠/ ٥٢٤. ') ">
(٢) فتح الباري ١٠/ ٥٢٥. ') ">