للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أموركم ومخرجا] (١) وبهذا تظهر فضيلة الصدق وملازمته، وإن كان فيه مشقة على صاحبه، فإن عاقبته خير، لأن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، كما ثبت في الصحيح (٢) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكوُنَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا» (٣). قال النووي: [قال العلماء معناه أن الصدق يهدي إلى العمل الصالح الخالص من كل مذموم، والبر اسم جامع للخير كله، وقيل البر الجنة، ويجوز أن يتناول العمل الصالح والجنة، وأما الكذب فيوصل إلى الفجور، وهو الميل عن الاستقامة، وقيل الانبعاث في المعاصي .. قال العلماء هذا فيه حث على تحري الصدق، وهو قصده والاعتناء به، وعلى التحذير من الكذب والتساهل فيه، فإنه إذا تساهل فيه كثر منه فعرف به، وكتبه الله لمبالغته صديقا إن اعتاده، أو كذابا إن اعتاده، ومعنى: (يُكتب) هنا


(١) عمدة القاري ١٥/ ٢٠٩. ') ">
(٢) انظر المنهاج شرح صحيح مسلم ١٧/ ١٠٠. ') ">
(٣) صحيح البخاري ٧/ ٩٥، كتاب الأدب، باب: (٦٩) قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، وما يُنْهى عن الكذب.