للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صدقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أكون كذبتُه فأهلِك كما هلك الذين كَذَبوا، فإن الله تعالى قال فيهم حين أَنزل الوحي شر ما قال لأحد، حيث قال سبحانه: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٩٥) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} (١) قال الحافظ ابن حجر في هذه القصة: [وفيها عظم مقدار الصدق في القول والفعل، وتعليق سعادة الدنيا والآخرة والنجاة من شرهما به] (٢) وقال العيني: [ولما جرى على هؤلاء الثلاثة من الضيق والكرب، وهجر المسلمين إياهم نحوًا من خمسين ليلة، فصبروا على ذلك واستكانوا لأمر الله، فرَّج الله عنهم بسبب صدقهم جميع ذلك، وتاب عليهم، وكان عاقبة صدقهم وتقواهم نجاةً لهم وخيرًا، وأعقب ذلك بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} يعني: الزموا الصدق تكونوا مع أهله، وتنجوا من المهالك، ويجعل لكم فرجًا من


(١) صحيح البخاري ٥/ ١٣٤، ١٣٥، كتاب المغازي، باب: (٧٩) حديث كعب بن مالك. ') ">
(٢) فتح الباري ٧/ ٧٣٠. ') ">