للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الرازي: [الصديق: نعت لمن كَثُرَ منه الصدق، وجَمَع صِدقًا إلى صِدق في الإيمان بالله تعالى ورسله] (١) كما أن الله تعالى أمر أهل الإيمان أن يكونوا مع الصادقين، فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} قال الشوكاني: [هذا الأمر بالكون مع الصادقين بعد قصة الثلاثة فيه الإشارة إلى أن هؤلاء الثلاثة حصل لهم بالصدق ما حصل من توبة الله، وظاهر الآية الأمر للعباد على العموم] (٢) وهذه الآية نزلت في قصة كعب بن مالك رضي الله عنه، وتخلفه عن غزوة تبوك بدون عذر، وصدقه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، واعترافه بأن نفسه ق غلبته في هذا الموطن، فآثر الصدق ورجا فيه من الله حسن العاقبة، ثم وقع له ما وقع من هجر المسلمين له مدة خمسين يومًا، حتى ضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الأرض بما رحبت، ثم مَنَّ الله عز وجل عليه بقبول توبته، قال كعب بن مالك: [فوالله ما أنعم الله عليّ من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من


(١) التفسير الكبير ٢٩/ ٢٠٢، وانظر معالم التنزيل ٨/ ٣٨. ') ">
(٢) فتح القدير ٢/ ٤١٤. ') ">