للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآخرة، ومراد بهما الأمن للجماعة وللأفراد والاهتداء للجماعة وللأفراد، والأمن يكون في النفس والمال والعرض والعقل والدين في الدنيا فأهل التوحيد آمنة نفوسهم مطمئنة ساكنة إلى ربها واثقة به، آمنة أرزاقهم طيبة هانئة مريئة لا يذوقون لباس الجوع، آمنة أعراضهم وعقولهم بحفظ الله لها بشرائعه، أمن دينهم فهو من عند ربهم وفي طاعته وعلى الصراط المستقيم، آمنون به من عذاب الله وعقوباته، وفي الجملة فهم آمنون بحياة طيبة يتحقق بها وعد الله الذي وعدهم إياه، فيقول: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (١).

آمنون مما توعد الله به في قوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (٢) وهم آمنون في الآخرة لنجاتهم من عذاب الله وتحقق تمام وعد الله في قوله في تمام آية النحل المذكورة: {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٣) آمنون مما توعد الله به في تمام آية طه المذكورة: {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (٤) والاهتداء في الدنيا لأهل التوحيد يهديهم الله صراطه المستقيم، ويصور هذا


(١) سورة النحل الآية ٩٧
(٢) سورة طه الآية ١٢٤
(٣) سورة العنكبوت الآية ٧
(٤) سورة طه الآية ١٢٤