للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" ويروى عن الحسن البصري قال: وكل إلياس بالفيافي ووكل الخضر بالبحور وقد أعطيا الخلد إلى الصيحة الأولى وهما يجتمعان في موسم كل عام ".

ولا شك أن هذا القول أشبه بكلام الصوفية القائلين بأن هناك أربعة أقطاب متدركون ويتصرفون بالكون ومنهم قطب الغوث التي تحيا به العباد والبلاد إلى غير ذلك من الخرافات التي ترفضها العقول السليمة.

فإن الجاهلية قبل الإسلام كانت تترفع عن مثل هذا الاعتقاد فكانوا يقرون بتوحيد الربوبية بأن الله هو الخالق الرزاق مدبر الأمر ومسير الكون والمهيمن على كل شيء. والمؤمن بالله واليوم الآخر يكفر بهذه الأساطير والخرافات التي جرت الأمة إلى الشرك والوقوع في المتاهات. فالمتصرف بالكون هو فاطر السماوات والأرض رب الكون وخالقه الكبير المتعال. وخلق الله ملائكته الأطهار للقيام بالأعمال والمهام بإذنه تعالى وهيأهم لما خلقوا له.

قال تعالى: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} (١) {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} (٢) {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا} (٣) {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا} (٤) {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} (٥) النازعات (١ - ٥).

وأرجح الأقوال لتفسير هذه الآيات الكريمات أن هذه الأعمال من مهام الملائكة الأطهار كما ذكره الشوكاني في تفسيره فتح القدير ص ٣٧٧ ج ٥.

وهنا يرد علينا سؤال: كيف أعطي إلياس والخضر الخلد في الدنيا وقد نفى القرآن الكريم ذلك بالنسبة للبشر؟؟

قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} (٦) الأنبياء ٣٤.


(١) سورة النازعات الآية ١
(٢) سورة النازعات الآية ٢
(٣) سورة النازعات الآية ٣
(٤) سورة النازعات الآية ٤
(٥) سورة النازعات الآية ٥
(٦) سورة الأنبياء الآية ٣٤