للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فضله، بل أظهروه وبذلوه ونصروا به أمر الله، حمدا له على فضله، فقد أدوا واجبهم المتعين عليهم، وإلا فلا.

ومن السنة:

١ - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة (١)».

وجه الاستدلال بالحديث: توعد الله كاتم العلم بعد سؤاله بلجام من نار يوم القيامة. وصاحب الخبرة والقدرة الخاصة في أي جانب من جوانب حياة المسلمين، إذا دعي لأدائها فأبى، فقد كتم علما آتاه الله إياه، والمسلمون في أشد الحاجة إليه، فيكون ممن توعده الله بالعذاب. وأمور الدنيا تقيم أمور الآخرة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فيجب على أولئك المختصين العمل باختصاصاتهم.

٢ - حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل (٢)».

وجه الاستدلال بالحديث: أمر رسول الله صلى الله عليه


(١) أخرجه أبو داود (بذل المجهود في حل أبي داود) (كتاب العلم) باب كراهية منع العلم. (١٥/ ٣٤٤)، وأخرجه الترمذي في سننه (كتاب العلم) باب ما جاء في كتمان العلم (٥/ ٢٩) وقال عنه: حديث حسن. وله طرق أخرى عن جابر، وابن عمرو.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب السلام) باب (٢١) أستحباب الرقية من العين، والنملة، والحمة، والنظرة (٤/ ١٧٢٦).