للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحد الأزمان أثم كل قادر على الجهاد إذا أمكنه فلم يفعل، كما يأثم كل من تسبب في تعطيله.

٨ - خدمة المسلمين في مختلف الشؤون: هذه من الواجبات التي لا تقوم أمور المسلمين إلا بها. فإذا لم يقم عدد كاف من الناس بالخدمات العامة، وتعطلت مصالح الناس، أثم كل قادر على الخدمة (الوظيفة) إذا دعي إليها فأباها. إلى غير ذلك من الواجبات الكفائية.

أدلة هذا الضرب: يدل على هذا الضرب أدلة كثيرة منها:

١ - قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (١).

٢ - قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (٢).

ففي الآيتين وما ماثلهما من الآيات دلالة على أنه لا يمكن أن يوجه الناس جميعا لأداء عمل معين، بل إذا قام به من يحصل به المطلوب سقط الواجب عن بقية القادرين عليه. ويدل على ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يندب لكل مهمة أقدر الناس عليها، في الولايات، والجهاد، وسائر المهمات. وكذلك فعل أصحابه من بعده.


(١) سورة التوبة الآية ١٢٢
(٢) سورة آل عمران الآية ١٠٤