تمكنهم من استعادة أمجادهم، إنه لحكمة إسلامية أن كل شيء بأمر الله ولكن الله يقول:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}(١) وبنيت حديثي على هذه الآية القرآنية وأردفتها بثناء على إحياء التقوى ومحاربة الرذيلة.
وبعدها جلست وصحيت من لحظة الجاذبية المغناطيسية التي بعثتها كلمتي على صيحة " الله أكبر " تبعث من كل ركن من أركان المسجد، وكان التأثير بالغا ولا أستطيع أن أتذكر سوى أن الشيخ إسلام قد أخذني من فوق المنبر متأبطا ذراعي وجرني جرا خارج المسجد.
وسألته: لماذا هذه العجلة؟
ووقف الرجال أمامي يحتضنوني وكان كثير من الأخوة الذين طحنتهم الدنيا ينظرون إلي بعيون يملؤها الأمل - لقد كانوا يسألونني البركة ويريدون أن يقبلوا يدي. يا إلهي لا تدع النفوس الطاهرة ترفعني أكثر مما استحق، أنا لست إلا حشرة بين آلاف الكائنات فوق ظهر الأرض، لست إلا باحثا عن النور، لست إلا إنسانا ضعيفا كغيري من الكائنات البائسة "! ولقد أخجلتني تنهدات وآمال أولئك الأبرياء كما لو كنت قد غششتهم أو سرقتهم وقلت: كم هو حمل ثقيل به حمل رجل الدولة الذي يثق فيه الناس ويرجون منه الأمل والمعونة ويعتبرونه خيرا منهم! ولقد حررني الشيخ إسلام من أحضان إخوتي الجدد ودفعني في عربة وقاد بي إلى البيت.
وفي اليوم التالي والأيام التالية له تجمع الناس حولي يهنئونني ويباركونني، ولقد جمعت من حرارة محبتهم وشدة عواطفهم دفئا يكفيني لعمري كله ".