للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأول: ذهب المبرد إلى أن المحذوف خبر، وقوله: {فَطَلٌّ} مبتدأ، والتقدير: (فطل يصيبها) أو (فطل يكفيها).

وجاز الابتداء بالنكرة، لأنها في جواب الشرط، وهو من جملة المسوغات للابتداء بالنكرة.

الثاني: أنه خبر مبتدأ مضمر، أي: فالذي يصيبها طل.

الثالث: أنه فاعل بفعل مضمر تقديره: فيصيبها طل (١)

والطل: المستدق من القطر الخفيف، قاله ابن عباس وغيره، وقال قوم: الطل الندى، وهذا تجوز وتشبيه (٢)

وهذا مثل ضربه الله - تعالى - لعمل المؤمن المخلص، فيقول: كما أن هذه الجنة تريع في كل حال ولا تخلف سواء قل المطر أو كثر، كذلك يضعف الله صدقة المؤمن المخلص الذي لا يمن ولا يؤذي سواء قلت صدقته أو كثرت، وذلك أن الطل إذا كان يدوم يعمل عمل الوابل الشديد (٣)

فوجه المشابهة ظاهر: فهؤلاء لما أنفقوا طلبا لرضوان الله وتثبيتا من أنفسهم كان إنفاقهم كمثل هذه الجنة التي مكانها طيب لارتفاعه


(١) الدر المصون ١/ ٦٤١، وينظر: التبيان/العكبري ١/ ١٨٠. ') ">
(٢) المحرر الوجيز/ابن عطية ٢/ ٣١٩. ') ">
(٣) تفسير البغوي ٣/ ٢٥٢. ') ">