للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

: الأول: حفظه لجميع ما يصدر من عباده؛ خيرا كان أو شرا. الثاني: حفظه لعباده من جميع ما يكرهون، وهو نوعان خاص: وعام.

العام: حفظه لجميع المخلوقات بتيسيره لها ما يقيتها وتمشي به إلى هدايته، قال تعالى {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (١)، وهذا يشترك به الحيوانات والناس، كالهداية للمأكل والمشرب وغيره.

الخاص: وهذا لا يكون إلا لأوليائه الذين حفظوه فيحفظهم مما يضر إيمانهم أو يزلزل يقينهم من الشبه أو الفتن أو الشهوات، ويحفظهم من أعدائهم ويدفع عنهم كيد الإنس والجن: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (٢) وهذا عام في دفع جميع ما يضرهم في دينهم ودنياهم (٣)

فالعبد إذا حافظ على ما فرضه الله عليه من الطاعات، وحافظ على حدود الله من الكبائر والموبقات باجتنابها، وحافظ على الأذكار والتي منها (أذكار الصباح والمساء ودخول الأماكن واللبث فيها والخروج منها، وأذكار النوم والأكل واللبس) حفظه سبحانه وتعالى في دينه ونفسه وعرضه وولده وأهله وماله من كل شر، ووقاه من كل ما يكره، وحفظه من الوقوع في المعاصي، فيكون في صحة وسعادة في الدنيا والآخرة محفوظا من البلاء، فهو في سرور وحبور.


(١) سورة طه الآية ٥٠
(٢) سورة الحج الآية ٣٨
(٣) انظر شرح أسماء الله الحسنى الشيخ سعيد القحطاني: ١١٢ - ١١٥