للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلى الله عليه وسلم في كل المناسبات لأصحابه رضي الله عنهم، وقد بلّغوه للأمة بعده، بعدما أصّله ومكّنه من قلوبهم، فأخذوه عنه قولاً وعملاً، ونقلوه لمن بعدهم بأمانة وإخلاص، وامتثلوا أمره في التبليغ، حيث أشهد به عليهم.

ولئن تمادى الإنسان في أهوائه ورغباته، وإضراره بالآخرين، فقد جعل له الله فرصة ما دام يعيش على وجه الأرض، وذلك بالإستجابة لنداء رب العالمين، بما يقوّيها على الرجوع إليه والاطمئنان، برجاء وخوف في الفضل العظيم المحسوس، والملموس أثره، استمع إلى هذا الكرم من ربّ العزة والجلال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ}.

وباب التوبة مفتوح قبل الموت لمن أدرك خطأه، وأراد الرّجوع إلى باب الأمان، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (١) (٢) وهذه بشارة من الله مريحة، تبعث الأمل وتقوي الإيمان الذي به الأمن الشخصي، والأمن الاجتماعي، وتكبر معها تقوى الله سبحانه التي تعني مراقبته في السرّ والعلن.

وعلامة إقفال باب التوبة الإصرار على المعصية حتى الممات، وخروج الدابة عندما تكثر الشرور، التي تَسِمُ المؤمن والكافر، بعقيدة


(١) يراجع أحاديث التوبة عند البخاري، وفي كتب الحديث وهي كثيرة.
(٢) يراجع أحاديث التوبة عند البخاري، وفي كتب الحديث وهي كثيرة. ') ">