ذلك أن الخير في الإيمان وأن النجاة في التمسك به، وظواهره في الدنيا بارزة في أعمال الفرد، وما تتجه إليه الجماعة، وفي الفوز والنجاة بما تجده النفس أمامها مدّخرًا، وشيخنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، يتردّد على لسانه كلمة: الوعد قدّام .. يعني إمّا بالفوز أو الخسارة بعد الممات؛ لأن الأعمال بالخواتيم.
وكنموذج واقع يجب أخذه عبرة، ما أخبر الله سبحانه عنه في قصة فرعون الذي طغى وتجبّر، فبعد أن أدركه الغرق، وعاين العقاب، ضاع عنه عزّه وسلطانه، ودبّ فيه الخوف، فأراد الرجوع إلى الإيمان طلبًا للنجاة، حيث توضّح حالته هذه الآية الكريمة: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩٠) آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً}.
فإيمان فرعون الذي تلفظ به، يريد به الأمان والاطمئنان من عذاب الله وعقابه، بعد أن عاين المصير الذي ينتظره، كما في الحديث الصحيح: أن الإنسان إذا مات وهو محسن يقول: «عجلوني عجلوني، فإن كان مسيئًا يصيح يا ويلتاه أين تذهبون بي، فيسمعه كل