للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (١). . .

وبعد أن أورد عدة آيات استشهد بها على نهج الدعوة في القرآن الكريم. قال: وإن الغرض مما سنذكره في الصفحات التالية، هو بيان كيف تحقق هذا المثل الأعلى في التاريخ، وكيف كان أئمة الإسلام يطبقون نشاط الدعوة، وهذا الكتاب وضعناه لدراسة: تاريخ الدعوة الإسلامية في أنحاء العالم (٢).

وكلامه هذا يعني فهم المسلمين لمنهج القرآن الكريم في الدعوة، ونورد هنا مثالين من النماذج الكثيرة في كيفية الوصول لأعماق القلوب، بمفهوم الدلالة القرآنية، على المعنى الذي يشغل ذهن غير المسلم لينجذب بذلك إلى الإسلام، من باب مخاطبة الناس بما يعرفون:

كان أحد علماء الجيولوجيا في جامعة أكسفورد بإنجلترا يواصل بحثه في المختبر على عينات من الصخور، ووقف حائرا أمام تلون صخور جاءت من مكان واحد، وصار عدة أيام يجري التجارب لعله يهتدي إلى سر هذا التلون، وله مساعد مسلم من الهند، فلما رآه قد زادت به الحيرة، صار يتمتم بآيتين من كتاب الله عدة مرات، فسأله ذلك العالم عما يقول فترجم معناهما وهما


(١) سورة الجاثية الآية ١٤
(٢) انظر كتابه هذا ص٢٨ - ٣٠.