للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثير ممن أراد الله هدايتهم.

نموذج ذلك الطبيب الفرنسي، موريس بو كاي الذي جعل من نفسه داعية للنصرانية، لكل من يأتي إليه للعلاج، مستغلا بعض الحجج والشبهات، التي تثار ضد الإسلام، ومشككا في دلالة بعض المعاني في آيات القرآن الكريم، وأنه ليس من كلام الله صارفا لها عن دلالتها. مستغلا حالتي الجهل عند البعض، والضعف بالمرض لمن يأتونه للعلاج.

وقد هداه الله للإسلام بفضل الله ثم بحكمة وفهم الملك فيصل رحمه الله عندما أراد طرح شبهاته عليه، وكان لسان حاله يقول: إذا شكك الملك فيصل في بعض ما أقول له، فهذا أكبر: نصر للتبشير، وبعد علاجه له بدأ يطرح شبهاته المعتادة مستدلا بأن القرآن جاء فيه كذا وكذا، وأنه من كلام البشر وليس من كلام الله. وبهدوء الملك فيصل رحمه الله سأله بدل أن يكون مسئولا:

هل قرأت القرآن باللغة التي نزل بها وهي اللغة العربية؟ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (١). ويقول سبحانه: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} (٢). فرد عليه بأنني قرأته مترجما إلى اللغات الأوروبية، قال له الملك فيصل: لم تقرأه ولم تفهمه، اقرأه باللغة التي نزل بها ثم ناقشني بعد ذلك؛ لأنك لم تقرأ كلام الله


(١) سورة يوسف الآية ٢
(٢) سورة النحل الآية ١٠٣