للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنما قرأت كلام المترجم. ذهب لتعلم العربية بجد، ساعة يوميا لمدة عامين، ثم قرأه باللغة العربية بعد إجادتها فلم يسعه إلا الإسلام، وتغير فهمه للقرآن أخذا من الآية الكريمة: {الم} (١) {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ،} (٢). وألف كتابه: (التوراة والإنجيل والقرآن في نظر العلم العصري) الذي بين فيه أن القرآن العظيم هو الكتاب الوحيد الذي يستطيع المثقف ثقافة عصرية أن يعتقد أنه حق منزل من الله تعالى، ليس فيه حرف زائد ولا ناقص.

فكل آية من كتاب الله الكريم تشتمل على الدعوة والحكمة والعظة.

ومنهج الدعوة في كل آية ينبني أساسا على الإقرار بوحدانية الله، وإخلاص العمل له، والتصديق بأن القرآن حق من الله، والإيمان بالرسل كلهم؛ لأن دين الله واحد {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} (٣). والقرآن كما قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: فيه نبأ


(١) سورة البقرة الآية ١
(٢) سورة البقرة الآية ٢
(٣) سورة الشورى الآية ١٣