ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وهو المعجزة الخالدة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
يخاطب العقول على اختلاف مستوياتها، بحجج وبراهين، لتعود إلى الحق، ببراهينه العقلية، وتتبصر في عمق ما يدل عليه بحججه اليقينية.
وإن استقصاء ما في آي الذكر الحكيم في القرآن العظيم من دلائل منهجية لكل أمر لمما يعود الناس المنهج السليم للدعوة الإسلامية، مقرونا بالشواهد والوقائع، وبسط ذلك يقتضي تأليفا مطولا يضيق به وقت المؤتمرات المعدة لإبراز هذا الجانب في مكانة الدعوة الإسلامية.
ولكن أبرز ما يجب على كل مسلم الاهتمام بكتاب الله، والرجوع إليه في كل أمر وتطبيقه في العمل، ومخاطبة الآخرين في الدعوة إلى الله، على منهجه المرسوم، بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، سواء كانوا أهل كتاب أو غيرهم من أصحاب المعتقدات، واستمالة قلوبهم بما يؤثر فيها، وتقريب المقارنات بين حالة وحالة بالمثل المضروب، والشاهد المحسوس استيحاء من منهج القرآن، مع نبذ الخلافات، أو العمل خلاف ما يدعو إليه القرآن، والامتثال لأمر الله وأمر رسوله وتحكيمهما في كل أمر يكون فيه خلاف:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}(١). ذلك أن الدعوة يختلف