قدمتهما إلى مؤتمر (الدعوة والدعاة) الذي دعت إليه الجامعة الإسلامية في ٢٤/ ٢ / ١٣٩٧ هـ فكل حديث في هذا الجانب سيكون إذن ضربا من التكرار، ولذلك سأكتفي منه بنقطة واحدة هي الاستفسار عن نتائج هذه المؤتمرات في مسيرة الإعلام على مستوى العالم الإسلامي.
لقد كلفت تلك الاجتماعات ملايين الدولارات وأسفرت عن العديد من التوصيات، التي استوعبت العميق من الخبرات فما الذي تحقق منها، وما الذي تأخر؟
ولست هنا في مقام التقويم لهذه النتائج لأقول فيها الكلمة الواجبة، ولكن الشيء الذي لا يصح تجاهله هو أن الإعلام الرسمي في بلاد المسلمين لا يزال حيث كان من الترويج للهو واللغو، إلى جانب مزيد من العناية بالجانب الإسلامي وكان المفروض أن يشمل التصحيح نتائج الإعلام كله، فلا يعرض فيه منظورا أو مسموعا ولا مقروءا إلا ما يتفق مع مقاصد الإسلام من الكلمة الجميلة، والموضوع الرفيع والحقائق الناصعة، ووسائل الترفيه البريء الهادف إلى ترسيخ معاني الخير في قلوب السامعين على اختلاف أسنانهم ومستوياتهم، ومقتضى ذلك أن تنقى المعروضات من كل دخيل على التصور الإسلامي، وأن تنشط حركة التأليف والإخراج التي تؤلف البديل الإسلامي الذي يتفوق بمضمونه وأشكاله على كل الأعمال الدخيلة ويحسن هنا أن نتذكر موقف المؤسسات التنصرية من الاعتماد على الفيديو في عرض المناظر والأفكار المؤثرة في المشاهدين عن طريق العرض الفني الموضوعي الذي يريدون إحلاله محل الموعظة، التي فقدت تأثيرها في الجيل المعاصر. ولا جرم أن في المعاني الإسلامية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله، ومن تاريخ الجهاد الإسلامي وفتوحاته المحررة للعقل والروح، وأهدافه الصاعدة أبدا إلى الأعلى، ما يوفر للمبدعين من المؤمنين المدد الصالح لكتابة القصة، والمسلسل، والخواطر، والطرائف الأقدر على اجتذاب الأبصار واستقطاب الأفكار، إذا أحسن أولو المواهب عرضها وإخراجها. .