للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ} فالفاسق لا يقبل قوله ولا يصدق خبره، وسماه الله فاسقًا لنقله الخبر حتى يتبين صدقه.

٢ - لا بد أن يكون الناقل للقول أو الخبر ضابطًا متقنًا جيد الفهم؛ لأن هناك من المؤمنين العدول من لا يكون ضابطًا، أو يكون سيئ الفهم، يفهم الكلام على غير معناه وإلى ذلك أشار النبي بقوله: «نضَّر الله عبدًا سمع مقالتي فحفظها ووعاها، ثم أداها لمن لم يسمعها، فرب حامل فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» (١)

٣ - الاتصال بالجهة أو الشخص الذي نقل الخبر أو الفتوى والتأكد من صدورها منه.

ثالثًا: لزوم حمل الكلام على أحسن محامله، ما دام يحتمل ذلك وإحسان الظن بالمسلمين.

اختصت اللغة العربية بأن الكلمة الواحدة تحتمل عدة معان مثل كلمة (وراء) تكون بمعنى أمام وخلف قال تعالى: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} أي أمامهم.

ومنها كلمة (الصارخ) تكون بمعنى المستغيث والمغيث، ومما


(١) رواه الإمام أحمد في مسنده، ٤/ ٢٨.