للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدخل تحت ذلك أن الكلمة قد تكون حقيقية ومجازًا وكناية وتعريضًا، وتختلف الكلمة باختلاف سياقها وما يقصد كاتبها.

فمثال اختلاف معنى الكلمة الواحدة باختلاف البلدان والأماكن، ما ذكره ابن حبان أن أهل الحجاز يقولون (كذب فلان) ويقصدون أنه أخطأ (١)

وفي ذلك يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرًا، وأنت تجد لها في الخير محملا " (٢) يقول ابن القيم: " والكلمة الواحدة يقولها اثنان يريد منها أحدهما أعظم الباطل ويريد الآخر محض الحق، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته ومذهبه وما يدعو إليه ويناظر عليه " (٣)

وهذا ابن القيم يقدم الاعتذار عن الصوفية وما يصدر منهم من الكلمات المحتملة فقال: " فاعلم أن في لسان القوم من الاستعارات وإطلاق العام وإرادة الخاص وإطلاق اللفظ وإرادة إشارته دون حقيقة معناه ما ليس في لسان أحد من الطوائف، ولهذا يقولون: "نحن أصحاب إشارة لا أصحاب عبارة، والإشارة لنا والعبارة لغيرنا" وقد يطلقون العبارة التي يطلقها الملحد ويريدون بها معنى


(١) هدي الساري، مقدمة فتح الباري، ١/ ٤٢٦. ') ">
(٢) الدر المنثور للسيوطي: ٢٧٤. ') ">
(٣) مدارج السالكين، ٣/ ٢٣٠. ') ">