للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أكثر منه فيهم. ففي زمن التابعين كان بها خلق كثيرون منهم، معروفون بالكذب، لا سيما الشيعة فإنهم أكثر الطوائف كذبا باتفاق أهل العلم.

ولأجل هذا يذكر عن مالك وغيره من أهل المدينة أنهم لم يكونوا يحتجون بعامة أحاديث أهل العراق، لأنهم قد علموا أن فيهم كذابين ولم يكونوا يميزون بين الصادق والكاذب (١).

وكان الرافضة ينتحلون الكذب على أهل البيت. وبالأخص عبد الله بن سبأ الذي وضع لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي بالخلافة، وأنه ظلم ومنع حقه. وقال: إنه كان معصوما. وغرض الزنادقة بذلك هدم الإسلام (٢).

وحدثت بدعة الخوارج المتعلقة بالإمامة والخلافة وتوابع ذلك من الأعمال والأحكام الشرعية. ثم كانت خلافة معاوية -رضي الله عنه- ووجد في عصره -رضي الله عنه- ما وجد من المشكلات والخلافات، فلما توفي معاوية -رضي الله عنه- جاءت إمارة يزيد، وجرت فيها فتنة قتل الحسين بالعراق وفتنة أهل الحرة بالمدينة وحصر مكة عند قيام عبد الله بن الزبير. ثم مات يزيد وتفرقت الأمة: ابن الزبير بالحجاز، وبنو الحكم بالشام ووثب مختار بن أبي عبيد وغيره بالعراق وذلك في أواخر عصر الصحابة. وحدثت بدعة القدرية والمرجئة فردها بقايا الصحابة مع ما كانوا يردونه من بدعة الخوارج والروافض. وظهر ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: «ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجل ولا يستشهد ويحلف ولا يستحلف (٣)»


(١) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٢٠/ ٢١٦.
(٢) الفتاوى ٢٢/ ٣٦٧.
(٣) الترمذي كتاب الشهادات ٦/ ٥٨٨ وكتاب الفتن ٦/ ٢٨٩ باب في لزوم الجماعة عن عمر بن الخطاب موقوفا. وقد رواه ابن ماجه مرفوعا في كتاب الأحكام ٢/ ٧٩١.